ما أنتَ في الدُّنيَا سوى جاهلٍ | إن لم تكن كالبرق وسطَ الضّباب |
يمرّ لم يحفل بهِ ضاحكاً | حتى تطلّ الشمس فوق الهضاب |
والمرءُ إن لم يبنِ قصراً لهُ | في عالمِ الأحلامِ قاسى الصّعاب |
يُفني قشورَ العَيش منّا الرّدى | في هذه الدنيَا ويُبقي اللُّباب |
مَن يحفظ التاريخُ آثاره | ما زال حيَاً وهوَ نحتَ التراب |
لِذا تراني كلما هَينَمَت | نَفسي بأسرارٍ وراءَ الحِجَاب |
هزّ الجوى قيثاري | في موقفِ التذكارِ |
فاسمع صَدى الأوتارِ | من دقّة النّوَى |
ورُبّ لَيلٍ خضتُ في بحرِهِ | وحدي وقد باتَ رفاقي رقود |
قَطَعتُ بالأشواقِ تَيّارهُ | فخلتُ أني قد قطعتُ الحُدود |
وسرتُ فيهِ ودليلي الهوى | تحدو بِيَ الذكرى ورعيُ العهود |
أسامرُ الأنجمَ في أُفقها | وأرسلُ الطرفَ بهذا الوجود |
تقول لي نفسي وفيها المُنى | ما قيمةُ الإنسان لولا الخلود |
حتى إذا غابت نجومُ الدجى | عنّي وكَلّ الطرفُ ممّا يرُود |
هزّ الجوَى قيثاري | في موقفِ التذكارَِ |
فاسمع صدى الأوتارِ | من دقّةِ النّوَى |
ما أنتَ في الدُّنيَا سوى جاهلٍ | رشيد أيوب
Written By Unknown on الخميس، 17 يوليو 2014 | 2:30 م
0 التعليقات