الرئيسية » » ديريك معراج حنين الرّوح 14 | صبري يوسف

ديريك معراج حنين الرّوح 14 | صبري يوسف

Written By Unknown on الجمعة، 13 فبراير 2015 | 5:01 ص

ديريك معراج حنين الرّوح
14

ديريك يا قصيدة معبّقة بإخضرارِ الحياة، منقوشة على تدفُّقات الشَّاعر القسّ جوزيف إيليا، فارشاً حرفه على صمتِ اللَّيل، مبلسِماً خدود الكلمات النّازفة ببركاتِ بخورِ الرُّوحِ وهي تعانقُ أحلامَ الطُّفولة، مستلهماً حرفَه من نورِ الكلمة، من تماهياتِ خيالٍ مبلَّلٍ برحيقِ الحياة!
يكتبُ القسّ جوزيف القصيدة كمَنْ ينثرُ حبيباتِ الماءِ فوقَ بهاءِ السَّوسن، مستمدِّاً جموحَه من رفرفاتِ العصافير في صباحٍ ربيعي معبَّق بندى الأقحوان. عابراً براري ديريك بحثاً عن أزاهيرَ الخطميّة كي يداعبَ خدودَ الطُّفولة ثمَّ ينسجُ حرفَهُ بحبقِ الأزاهير البرّيّة، على إيقاعِ هسيسِ الحشراتِ الصَّغيرة المتعانقة مع بهاءِ إخضرارِ المروجِ، كأنّه يحتفل في كرنفالٍ لوني بهيج، متناغم معَ إنسيابيّةِ بوحِ القصيدة.
الشّعرُ حلمٌ مفتوح على فراديسَ الجّنة، شهوةُ انبعاثٍ من حنينِ الرّوحِ إلى صفاءِ الماءِ الزُّلال، انعتاقُ الرّوحِ من شوائب الحياة، بهجةُ إندهاشٍ في كلِّ آن، صديقُ نسيمِ الصَّباح وهو يناغي إشراقةَ الشَّمسِ على أنغامِ ابتهالاتِ بوحِ القصيدة. الشِّعرُ باقةُ وردٍ مجدولة في أيدي حبيبة في إنتظارِ تغريدِ بلبلٍ ممهورٍ بحفاوةِ أجنحةِ الفراشات، حلمٌ في طورِ الإنبهار، شهقةُ ألمٍ في وجهِ فظاظاتِ هذا الزّمان!
تسطعُ فوقَ خواصر ديريك إشراقات كنوزِ الشِّعرِ، يلتقطُ الشَّاعرُ جوزيف إيليا منارةَ الكلمات من بسمةِ الأمّهات، من شوقِ الرّوح إلى قلوبٍ مضيئة في لدنِ السّماء، يوشّحُ جفونَ اللَّيل بأمواجِ البحار، مطهِّراً تشقُّقاتِ الأرضِ من غبارٍ مدبَّقٍ بشراهاتٍ لا تخطرُ على بال. يلملمُ الشّاعرُ مرامي القصيدة من بذورِ شعرٍ مجذَّرٍ بشهوةِ الإنبلاجِ إلى أريجِ الحياة، فينسابُ حرفُهُ فوقَ متاهاتِ جموح الخيال، راسماً تراقصات حبورِ القلبِ فوقَ هلالاتِ شراعِ الإنتعاش!
ديريك طموحات معتّقة بأصالةِ المسرح المتوّج بأبجدياتِ الصُّعودِ نحوَ سراجِ الإبداع، حيثُ قامة الفنّان المسرحي أديب إيليا وأندريه إيليا تزهران بتجلّيات لغة الحكايات المعرّشة في خيال الأزمنة الغابرة، بحثاً عن النّور المنبعث من تيجان القصائد ومرامي القلوب النّازفة من تفاقمِ اهتياج الطّوفان، شوقاً إلى تجسيدِ هلالةِ المسرحِ من خلالِ يراعِ الإبداعِ فوقَ خدودِ ديريك كإشراقةِ عشقٍ متماهٍ معِ أرخبيلاتِ بوحِ القصائد!
***
من كتابي الجّديد: "ديريك معراج حنين الرّوح"، الَّذي أشتغل عليه بهمّةٍ لا تلين!!!
صبري يوسف





التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.