الرئيسية » » ديريك معراج حنين الرّوح 5 | صبري يوسف

ديريك معراج حنين الرّوح 5 | صبري يوسف

Written By Unknown on الاثنين، 9 فبراير 2015 | 4:21 م

ديريك معراج حنين الرّوح
5
ديريك يا درب الصُّعود إلى أغوارِ الطَّلاسم، يا مجدَ التَّجلِّي في تصاعدِ بخورِ القداسات، ياعشبة خلاصي من نارِ الدَّهاءِ، يا مرجانة حلمي المتدفِّق فوقَ أمواجِ البحار، إنِّي أرى فوق خدِّكِ سُفُنَ انبهاري، أرى شعلةَ بوحي تزدانُ فوق مآقي عينيكِ، طفولتي ترقصُ في خميلة ذاكرتي المعجونة بالزَّنبق البرّي، ديريك يا حلمي المعرَّش بأزاهير مبرعمة فوق جفونِ الغابات، يا أنشودةَ فرحي المرفرفة فوق بوّاباتِ المدائن.
أيّتها الزّمرُّدة المعتّقة بتبرِ الشِّعرِ، وشغفِ الحرفِ إلى أغصانِ الحياة، يا هديّة عمري وغيمة فرحي في أوجِ تفاقمات الإنكسار.
أراكِ تتلألئينَ رغم دكنةَ اللَّيلِ، تشبهين حلمي الغافي فوق أشجارِ الحنين، شعري المجنّح نحو بسماتِ السَّماء، تشبهين تأمّلاتِ قدِّيسٍ مشرئبٍ بأصفى تجلّياتِ الكلام، تشبهين أمِّي المضمّخة بأغصانِ المحبّة ونكهةِ خبزِ التنُّور.
يا حقول القمح المنسابة بين أيدي الفلاحين، يا محبّة والدي وهو يلتحف الأرض، غافياً تحت قبّةِ السَّماء على زقزقات العصافير، حالماً بإخضرار الحقول كي يكحِّل وجنة الطُّفولة بخيرٍ وفير.
ديريك أيّتها المكتنزة بخيراتِ أطنانِ الحنطة. ديريك تدفّقات قصيدة مفهرسة فوق تضاريس ذاكرة نديّة بخصوبةِ الشِّعر الزُّلال، كأنّها رسالة متهاطلة من خيراتِ السّماء لعجينِ الأرضِ!
هل كانت ديريك يوماً ما غيمة رحيمة مجنّحة من أحلامِ القدِّيسين على شفاهِ الأرضِ، لهذا نضحَ فوقَ مآقي هياكلها الميرون المقدَّس؟!
ديريك زغبُ طيورٍ محلِّقة فوق قبّة الوئام، شوقاً إلى مزامير قصيدة مبلَّلة بهديل اليمام، كأنّها إشراقة شمسٍ مشرئبّة بأجنحةِ سلامٍ مفروش الجّناحين فوقَ قبّةِ أحلامٍ مزدانة بعذوبةِ الماء الزُّلال!
***
من كتابي الجّديد: "ديريك معراج حنين الرّوح"، الَّذي أشتغل عليه بهمّةٍ لا تلين!!!
صبري يوسف
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.