سأحلق ذقني
شذبتها ، أهملتها، رسمت حدودها ، جعلت لوحةً على قماشها الأسود .
اشتهيتها ، غازلتها ، راقصتها بأناملي لأثير اشتياقها.
اصطفيتها، كتبتها ، قرأتها ، لعلني أرى في سحرها ما يتمرد.
لا يا صديقتي القديمة
فما جمع جسدينا اصابته الهزيمة
كسرنا كؤوس خمرنا مذ تلك الوليمة
يا من صلبت مع غيفارا المسيح على مذبحك
أيقنت اليوم، ما عدت أغريك
و ثمار الشهوة على تلالك ليست كريمة
سنفترق ، فما كان ثورياً منذ اعوامٍ تدجن
وما جمعنا من حبٍ وعقل تعفن
وليالي بيروت الحمراء منها الأسود تمكن
وداعاً ، وداعاً يا جميلتي وصديقتي ورفيقتي
سافرنا سوياً،
ناضلنا سوياً
قرأنا سوياً
مارسنا كافة طقوس التدخين سوياً
امتشقنا الموج سوياً
لعبنا طاولة النرد سوياً
عشقنا بيروت سوياً
بيد أن بيروت خانتنا وخذلتنا سوياً
لا تحزني
سنلتقي في يوم أبيض
حيث لن تكون الألوان زنزانتنا
وسنتبادل القبل بشغفٍ كما اعتدنا
فلنفترق اليوم لنبني غدنا ونعود
نعم وداعاً يا رفيقتي فالذقون ملعونةٌ في بلادنا
