الرئيسية » » وجــه لليـــلــى | محمد علي شمس الدين

وجــه لليـــلــى | محمد علي شمس الدين

Written By Unknown on الاثنين، 16 فبراير 2015 | 12:42 م

وجــه لليـــلــى
هو العشق
ما تفعل الآن ليلى
أتنسى مواعيدها?
بين وقع الخلاخيل والنار
هذا دمي غائراً في الخطى
شاحباً كارتحال اليمام
تغربت حتي بيَ استأنس الوحش
وانحلّ خوف المسافات عن كاهلي
وساوى بي القفر سكانه
فهل يفهم الرمل حزني
وشوقاً يخضُّ العظام?
وقلت ارتحل يا فتى نحو نجد فقد هاج منها الصبا
(ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد)
(فقد زادني مسراك وجداً على وجد)
تسنمتها ناقة من دمي
وخوَّضت في القفر
أدلجت نحو الخيام التي رنق الليل جفناً لليلى بها
تراءت سماء على صدرها نجمة مثل حزني (ووجه لليلى)
وكانت تحوم الغزالات حولي فأبكي
وآوي إلى نخلة (وجه ليلى على جذعها في الشآم).
أتاني من القاع ريم
فقلت اقترب
فلما دنا كان وجهاً لليلى
فعانقته
وغمَّست بالدمع قرنيه
ألوي على ساعدي جيده
وبتنا أليفين ثم افترقنا
أهذا هو العشق واحسرتاه?
وقلت ارتحل ليس هذا لقاء المحبين
قلت ابتعد تلك أعلامها في الخيام
فلما التقينا
وآنست منها سلاماً وظلا
وقبلتها في الفم الرطب أنكرتها
وأعلنت هذا جنوني
فهل أبصرت عينك الآن وجهاً لليلى?
ومن أنت? من أنت?
آه!!
وأقفلت وجهي بكفَّيَّ
حتى غدا مثل باب الرُّخام
وحمّلته نحو أهلي
فقوموا اشهدوا
ولا تسألوا
فقد آن أن تستريح العظام
علقت على باب الدنيا قلباً مطعونْ
وصلبت جناح الطير على جذع الزيتونْ
ونتشت على عنقي سيفاً
وعلى هدبي سيفاً مسنونْ
وشنقت الشمس بأعتابي
وصفعت قفا القمر المفتونْ
لا قيسُ أحب ولا ليلى, عرفت وجهًا للمجنون

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.